يا ابن أخي ، فقل ما أحبيت ، فو الله لا أُسلمك لشيء أبداً.. (١).
والمسلم الحقُّ من جسّد تلك المواقف الرسالية الخالدة لتوظيفها في إثارة مكامن القوّة في نفسه ؛ لتبليغ قضيته وتحديد موقفه من ألوان الصراع والتحدّي وعلى أكثر من صعيد.
الحواريون الظاهرة والضرورة
الحواريّ : هو الناصر ، وجمعه الحواريون ، وهم صفوة الأنبياء الذين خلصوا وأخلصوا في التصديق بهم ونصرتهم. وعن الإمام الرضا عليهالسلام وقد سُئل : لِم سُمي الحواريون بالحواريون ؟ قال : « أما عند الناس فانهم سمّوا بالحواريين لأنّهم كانوا يخلّصون الثياب من الوسخ ، وأما عندنا فانهم كانوا مخلصين في أنفسهم ومخلّصين لغيرهم من أوساخ الذنوب » (٢).
إنّ بعض أصحاب النبي عيسىٰ عليهالسلام اختصّوا بهذا الاسم ، قال تعالىٰ : ( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) (٣).
والناظر لهذا النص المبارك يقف أمام نماذج حدّدت لنفسها منهجاً في التعامل
_______________________
(١) الكامل في التاريخ / ابن الأثير ٢ : ٥٨٧ ـ دار الكتب العلمية ـ ١٤١٥ ه.
(٢) علل الشرائع : ٨٠ / ١ باب ٧٢.
(٣) سورة آل عمران : ٣ / ٥٢ ـ ٥٣.