الهداية بعد الانشراح
( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ) (١).
الشرح لغةً : البسط والسعة والتهيئة لما يستقبل ، ويستعمل في جانب الخير مثل : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) (٢) ، وفي الجانب الآخر مثل : ( وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا ) (٣). والاضلال : يقابل الهداية. والضيق : يقابل التوسعة. ويصّعّد : من باب « التفعّل » وفي اللفظة وقد شديد بخلاف فعلها الثلاثي المجرّد ، وذلك لبيان الزيادة في العناء والتعب والشدة. والرجس : لفظ عام يشمل كل دنس من قبيح وقذر ، والمراد به في الآية ، الاضلال وقيل : الشيطان ، أو العذاب ، كما قيل : اللعنة.
ان السائرين في طريق الحق يستلهمون دائماً من خارج منطقة العقل والتقدير الحسابي قوة يهبها الله سبحانه لمن يطلب الهداية ويسلكها ، بخلاف من يقصد الضلالة ، فإن الله تعالىٰ يزيد في ضلالته ويحيطه بالوجه القبيح المنفّر من قبيل العذاب واللعنة والضلالة ، ومن ذلك يمكننا أن نتبيّن عظمة النعمة وخطر الانتقام من قبل الله العزيز. وقد سُئل الرسول صلىاللهعليهوآله كيف يشرح الله الصدر ؟
_______________________
(١) سورة الأنعام : ٦ / ١٢٥.
(٢) سورة الشرح : ٩٤ / ١.
(٣) سورة النحل : ١٦ / ١٠٦.