قال صلىاللهعليهوآله : « نور يقذفه الله في قلب المؤمن فينشرح له صدره وينفسح » فقيل له : وهل لذلك أمارة ؟ قال صلىاللهعليهوآله : « الإنابة إلىٰ دار الخلود والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزوله » (١).
فالذي يكون موضع هدايته سبحانه يتناوله العزيز اللطيف بالتبصرة وتليين القلوب ( أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ) (٢) وذلك من أجل أن تتوثّب هذه القلوب وتتهيّاً لتلقّي القول الحقّ والأخذ بصالح الأعمال ، وقد بيّنت الآية التي بعدها جزاء عملهم وسلوكهم الصراط المستقيم ( لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (٣).
وهذه اثارة اُخرىٰ ودافع جديد ليبعث فيهم الإصرار وقوة العمل والثقة بهداية الله اللطيف وحين لم تنشرح النفس فإنها في انقباض وتوصد أمامها منابع النور ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) (٤).
بل تصير صدور الضالين في حرج وضيق شديد ، وقد استعملت الآية المباركة مثلاً لذلك ضمّنته إشارة علمية أصبحت من المسلّمات العلمية ، وهي أن أعالي الجو يسبّب ضيقاً وحرجاً بسبب قلّة الضغط الجوي الخارجي.
ثم إن استخدام لفظة « يَصَّعَّد » يدلّ علىٰ شدّة ومعاناة بخلاف فعلها الثلاثي
_______________________
(١) مجمع البيان ٤ : ٥٦١ ، بحار الأنوار ٦٨ : ٢٣٦.
(٢) سورة الزمر : ٣٩ / ٢٢.
(٣) سورة الأنعام : ٦ / ١٢٧.
(٤) سورة الحج : ٢٢ / ٤٦.