الغرور القاتل
الغرور : يعود هذا المصدر إلىٰ جذر لغوي له عدة معان نقتطف هنا المعنىٰ الذي يستخدمه القرآن الكريم في الآيات التي تعرض فيها لهذه المفردة القرآنية ، فالغرور ويقارب الغفلة لغة ، واذا تتبعت الآيات المباركة تجد ان معنىٰ الغفلة هو الركن الاساسي في تفسير مفردة الغرور.
قال تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) (١) وفي الآية تصريح بالنهي عن الاغترار بالدنيا والاستغال بزينتها والاستغراق بطلبها والاعراض عن الحق والغفلة عنه.
وهكذا لو تتبعت هذه الآيات تجد أنها تستبطن الغفلة ، وانها وراء ورطة المغرورين بالله سبحانه وأسس الإيمان الاُخرىٰ ، ويفسر علماءُ الأخلاق الغرورَ بسكون النفس الىٰ ما يوافق الهوىٰ ويميل إليه الطبع عن شبهة وخدعة من الشيطان. والغرور نوع من الجهل ، ومنشأ هذا الغرور هو الجهل بالله وصفاته ، فان من عرفه سبحانه لا يأمن من مكره ويغترّ به.
وقد قسم علماء الاخلاق المغرورين الىٰ عدة اصناف ؛ فمنهم عصاة المؤمنين ، وغرور أهل العلم وارباب العبادة والعمل وارباب الأموال و ... الخ. قال الصادق عليهالسلام : « المغرور في الدنيا مسكين وفي الآخرة مغبون لأنه باع الأفضل
_______________________
(١) سورة فاطر : ٣٥ / ٥.