دون الله ابتغاء قوة فيه فأتبعه في تسببه الىٰ حاجة ينالها منه ، أو اتبعه بإطاعته في شيء لم يأمرالله به ، فقد اتخذ من دون الله أنداداً (١).
فكثيراً ما يعيش الإنسان قدسية الأُطر الفكرية أو التنفيذية أو السياسية وغيرها فتأخذه جاذبية العمل وأُنسه وأُلفته لهذه الحالة بعيداً عن الواقع والتصوّر الكوني للأشياء ، وليس بعيداً عنا ما جرىٰ ويجري في الوسط الإسلامي من موالاة وطاعة عمياء لأفكار دخيلة وقيادات غريبة عن واقع الأُمة الإسلامية بكل أُطرها السياسية المستوردة.
عن الإمام الباقر عليهالسلام في قوله تعالىٰ : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ) يقول عليهالسلام : « هم والله أئمة الظلمة وأشياعهم » (٢).
وينعىٰ القرآن الكريم عليهم منهجهم هذا بأنهم غائبون عن حقيقة مالكية القوة المطلقة ، وبالتالي فهم لم يدركوا ما ينتظرهم من عذاب ، فيريهم الله سبحانه أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ، قال تعالىٰ : ( وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) (٣).
_______________________
(١) تفسير الميزان : ١ / ٤٠١.
(٢) تفسير العيّاشي ١ : ١٧٤ / ٢٤٨.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ١٦٥ ـ ١٦٧.