فالحافظ لكتاب الله بلا عمل له يلحق به هذا المثال أيضاً ، وكذلك من تلاه ولم يفهم معناه وأعرض عنه إعراض من لا يحتاج إليه.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « ربّ تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه » (١).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : « من قرأ القرآن ولم يعمل به ، حشره الله يوم القيامة أعمى » (٢)
وقيل : الحمل ليس هو الحمل علىٰ الظهر ، انما هو الحمالة بمعنىٰ الكفالة والضمان ، فلم يحملوها : أي لم يؤدّوا حقّها ، ولم يحملوها حقّ حملها.
والأسفار : جمع سفر ، وهو الكتاب الكبير ، لأنه يسفر عن المعنىٰ إذا قُريء. وقد استعمل الحمار في المثال لإظهار جهلهم وبلادتهم وزيادة في الذلّة والحقارة.
فليس لهم من هذا الحمل إلّا الثقل والتعب ، ويتوجّب علينا جميعاً أن نواصل المسيرة ، ولسنا بحاجة إلىٰ استيراد طريق للعمل والتفكّر بعد أن منّ الله علينا وحمّلنا الرسالة الخاتمة.
العمل أوّلاً
( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ
_______________________
(١) بحارالأنوار ٩٣ : ١٨٤ / ١٩.
(٢) ثواب الأعمال : ٣٣٧ / ١.