حين يكون العمل كالسراب
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ * أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ) (١).
السراب : ما يتراءىٰ للعين لامعاً في الفلوات شبيه بالماء الجاري ولا حقيقة له. والقيعة والقاع : المنبسط المستوي من الأرض. والضمآن : العطشان. وبحر لجيّ : البحر الذي يكون قعره مظلماً جدّاً. والكافرون : هم ذلك النشاز في مسلسل هذا الكون المرتّب البديع وقد يغطّي الكفر أرضاً واسعة ، ويحكم ممارسات ومواقف ، وكثيراً من المعتقدات ، وربّما نراه في زوايا بعض أفعالنا وقد دخلها خلسة أو بسبب فهم عاطل لبعض الأمور ، فلذلك وخوفاً علىٰ مصيرنا عند الله سبحانه علينا أن نفتّش في هذه الزوايا ، وندقّق جيداً في مسيرتنا نحو الله ، لنشطب أي عنوان أو مشخّصات ترمي بنا صوب ذلك النشاز والفسوق عن طاعة الله إلىٰ عبادة الهوىٰ والذات والتصوّرات ، فتنفكّ بها عقد ذلك الإيمان الخالص بسبب عبادة جزئيات تحتلّ مواقع اعتقادية وقدساً موهوماً ، فالكافرون يعيشون حسابات غير متقنة ، ووهماً يؤمّلون عليه ، ويحسبون أن
_______________________
(١) سورة النور : ٢٤ / ٣٩ ـ ٤٠.