القربىٰ إلىٰ الله سبحانه من هذه الأعمال فإن هناك نيّات اُخرىٰ دونها تحكمها.
وعليه فالعمل المقبول هو العمل الصالح في نظر الشريعة الإسلامية ، ويستند إلىٰ النيّة الخالصة لله سبحانه ، وما دون ذلك من الأعمال التي يختلط فيها الصلاح والنفع من دون هذه النيّة ، أو يحاول صاحبها أحياناً عقد هذه النية لأعمال ضارّة أو مزاحمة لحدود الشريعة الإسلامية ، كمن يريد الإساءة إلىٰ مؤمن ما اختلف معه في برنامج اجتماعي أو ممارسة عملية ظنّاً منه أنه بذلك يفقده اعتباره ويخلص منه كعقبة في طريق عمله ، هذه الأعمال مرفوضة وغير مقبولة ويعاقب عليها صاحبها.
ونستطيع أن نواجه نماذج عديدة من الناس وهم يظنّون أنهم يحسنون صنعاً بأعمال محبطة باطل ثوابها ؛ وذلك لعدم توفّرها علىٰ ضوابط قبول العمل عند الله سبحانه.
ومن أجل أن يتمّ القضاء علىٰ هذه التوهّمات وما تستبطنه من جدل وإثارات عقيمة ، راح القرآن الكريم يؤكّد علىٰ بطلان أعمال الذين كفروا بربّهم وإن كان في بعض أعمالهم جوانب منفعة وصلاح ، ولكن لكفرهم وعدم حصول التوجّه والقصد إلىٰ الله سبحانه في أعمالهم تعرّضت للحبط وبطلان أثرها تماماً ، وقد زاد القرآن الكريم في هذا الوصف إثارة ، فَمَثَّلَ هذه الأعمال الباطلة الأثر بالرماد الذي تعصف به الريح الشديدة فيندفع متطايراً في هذا العصف القوي ، فلا يتمكّن صاحب الرماد أن يحافظ عليه ، فيبقىٰ بلا عمل ويقبل علىٰ الله مديناً ومداناً في ساعة الهول ، فما أشدّ ضلالته وما أبعده ( ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ) (١) !
_______________________
(١) سورة إبراهيم : ١٤ / ١٨.