التدبّر واستلهام واعٍ متكامل لحركة الإنسان والأشياء والوقائع ، كم دعا إلىٰ التيقّظ ومحاسبة النفس والمجتمع ، وحدّد لكلٍّ صلاحيته في هذا القانون (المحاسبة).
فالقرآن الكريم إذن يطرح رؤية واضحة لخلفية هذه الحالات الضاغطة ، ومن ثمّ يزوّدنا بقواعد الوقاية من الوقوع في جحيم وآلام هذه الحيرة.
المواقف بين الظن والابتلاء
يرسم القرآن الكريم في سورة الأحزاب صورة من المواجهة التي تعرّض لها المسلمون بمن فيهم جيل القرآن الأول في ظلّ حضور الرسول صلىاللهعليهوآله وقيادته.
المسلمون واجهوا حقداً مشتركاً ولما يتجاوزوا السنة الخامسة من الهجرة ، هذه المرّة تبنّت الحركة اليهودية وتجمّع المنافقين والمتضرّرين والموتورين ، تأليب الرأي العام خارج المدينة ضدّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ودولة الأمل الإلهي في المدينة المنوّرة فتحرّك أقطاب من أولئك اليهود ـ وكان قي مقدّمتهم « سلام النضري » و « حيي بن أخطب » من بني النضير وبني وائل ـ صوب قريش لاستثارتهم ضدّ الرسالة الجديدة ، ولم يكتفوا حتّىٰ جاءوا « غطفان » فدعوهم إلىٰ حرب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، واستثاروا أطرافاً وأشخاصاً آخرين ، فتجمّع الأحزاب لمواجهة عسكرية تستهدف استئصال هذا النور المنبعث الجديد.
وتقابل الصفّان « صفّ الشرك » بعدده
الكبير وعدّته المتطورة نسبياً ، يقابله