ثمّ نلاحظ انه بإمكان الفضيلة أن تنشأ وتكبر في بيت الطغاة كبيت فرعون ، كما يجوز أحياناً أن تحجّم الإرادة التغييرية الإسلامية عن تغيير أقرب النقاط الاجتماعية لها علىٰ الرغم من انجازاتها العظيمة وشمولية التغيير لمساحة كبيرة من مجتمع الناس.
النية في العمل الصالح
( مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ) (١).
إنّ كلّ الأعمال والنشاطات وما يقوم بع الإنسان في حياته مرهون بأمرين :
١ ـ مدىٰ الصلاح في هذه الأعمال ومقدار النفع الذي تؤدّيه ، ويجب أن يكون الصلاح منضبطاً بحدود الشريعة الإسلامية المباركة ، فليس كلّ عمل ينتفع منه يجب أن يكون بالضرورة مقبولاً عند الله ، فإن من يعمل من أجل توفير الطعام لجيش الكفر والضلال مثلاً لا يعدّ عمله مقبولاً عند الله سبحانه ، بل يعاقب عليه علىٰ الرغم من الأثر الذي يتركه في الاطعام ، وعدم قبوله نابع من كونه غير منسجم مع ضرورات الشريعة الإسلامية.
٢ ـ القصد ونية القربىٰ إلىٰ الله سبحانه ، فالنية أبلغ من العمل حين يتوجّه الإنسان لتأدية أعماله ، قال الإمام الباقر عليهالسلام : « نيّة المؤمن أفضل من عمله » (٢) فإنْ فقد العمل هذا اللون من القصد لم يكن ذا غاية ، وإن تورات نية
_______________________
(١) سورة إبراهيم : ١٤ / ١٨.
(٢) علل الشرائع : ٥٢٤ / ٢.