الهداية حياة
( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (١).
الإنسان بطبيعته قادر علىٰ التمييز بين الموت والحياة ، فهو يرىٰ الأحياء المتحرّكة والأجسام الجامدة المتشكّلة من حوله ، ويحسّ بأثر الحركة المندفعة في هذه الأحياء بينما تلكم الأجسام الجامدة غير قادرة وفاقدة للتعبير عن أية صورة من صور هذه الحياة.
ويعيش هذا الإنسان نفسه حالة وجدانية مثيرة حين يحمل جثة انسان تخشّبت بعد موتها وهي غير قادرة علىٰ حراك أو إثارة بعد أن فقدت سرّ جمالها ومبعث حركتها ، وهو يتذكّر حركة هذا الإنسان قبل موته ، ولربما شاهده بنفسه فتكون أكثر تعبيراً واثارة لبيان قيمة الحياة وأثرها في دنيا الإنسان ، ومن هذا الواقع المتجسّد الراسخ في حياة الإنسان ، ومن مشاهداته المتكرّرة لظاهرة الموت والحياة ، جاء القرآن الكريم ليمثّل للهداية والضلال بالحياة والموت ، قال تعالىٰ : ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) (٢) وفي بينها يقول الإمام الصادق عليهالسلام : « من أخرجها من ضلال إلىٰ هدىٰ فكأنّما أحياها ، ومن أخرجها من هدىٰ إلىٰ ضلال فقد قتلها » (٣).
_______________________
(١) سورة الأنعام : ٦ / ١٢٢.
(٢) سورة المائدة : ٥ / ٣٢.
(٣) الكافي ٢ : ٢١٠ / ١.