وقد ضرب الله مثلاً للذين يوالون غير الله سبحانه كاشفاً الضعف الذي ينتمون إليه ، فاختار لذلك بيتاً هو أوهن البيوت وأضعفها ، فالمعروف الشائع أن البيت يحفظ أهله ويدفع عنهم الحرّ والبرد والأذىٰ مضافاً إلىٰ منافعه الاُخرىٰ الكثيرة ، ولكن بيت العنكبوت فاقد حتىٰ لهذه الصفات الضرورية لكلّ بيت ، هذا البيت غير قادر علىٰ دفع الضراء أو جلب المنفعة ، وتعصف به الريح وتحطّمه الحركة الصغيرة أو الصدمات الحقيرة ، وإن لم يدركوا ضعف هذه الولاية الأرضية ف ( إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (١) صاحب العزّة القويم والعالم الحكيم.
المملوك الشريك
( ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِّنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (٢).
يعبّر القرآن الكريم فيبعض المواقف عن الشرك بالظلم ، فقد عقب تعالىٰ بعد هذه الآية بقوله : ( بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (٣) ويستفاد من السياق أنّ الذين ظلموا هم المشركون ، وتصف الآية المباركة هؤلاء الظالمين المشركين بأنهم يتّبعون أهواءهم وأمزجتهم من غير دليل علمي
_______________________
(١) سورة العنكبوت : ٢٩ / ٤٢.
(٢) سورة الروم : ٣٠ / ٢٨.
(٣) سورة الروم : ٣٠ / ٢٩.