متوجّهة إلينا ، وتطلب منا جميعاً أن نوفّر لحظات تأمّل وفرص تفكير لتجاوز هذه المناخات الضيّقة إلىٰ الأصل الكبير والرحاب العظيمة : ( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) (١). ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) (٢).
وفي سياقات النهي عن هذا التفرّق والتشرذم ، نجد القرآن الكريم يؤكّد علىٰ فطرة الله والتوجّه للدين القويم القيّم لما يدعو إليه من التوحيد والعدل الإلهيين وإخلاص العبادة لله وحده سبحانه.
إنّ ثمة قيماً حضارية تنتظر هذه الأُمة يحثّ عليها القرآن الكريم ويثيرها في وجدان الأمة فيهيّئها لمعترك التنافس والصراع الحموم الذي تقودة قوىٰ الشرّ في هذا العالم لتقويض عزّة الإسلام ، فليحذر الجميع ، ولتتوجّه طاقات الأُمة في بناء الوحدة ـ وهي الأساس ـ قبل التوسّل بأساليب يفهم منها الابتعاد عن هذا الذوبان التوحيدي فهي الأُمة الإسلامية الواحدة قبل التحيّز والتعدّدية المانعين من عطر التوحّد القرآني الكريم.
اعرف الحقّ تعرف أهله
في مسيرة الإنسان وكدحه اللّاحب إذ تعتوره محن وآهات ، وموج من
_______________________
(١) سورة الروم : ٣٠ / ٣١ ـ ٣٢.
(٢) سورة الأنعام : ٦ / ١٥٩.