على الدين والتقىٰ ، وأسفر عن
اتّباع الهُدىٰ ومخالفة الهوىٰ »
(١). الاستقامة
طريق العمل قال تعالىٰ : (
فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
(٢). يؤكد القرآن الكريم علىٰ أساس
عريض في حركة المؤمنين في كلا المجالين النظري والتطبيقي ، وهذا الأساس هو مفهوم الاستقامة والصراط المستقيم ، وجاءت هذه التأكيدات في ما يربو علىٰ أربعين موطناً موزّعة علىٰ أكثر
من عشرين سورة ، وهذا يكسب المفهوم أهمية بلحاظ مساحات عديدة في حركة المؤمنين العبادية والمعاملاتية ، وعلىٰ المستوىٰ النظري كذلك. والملاحظ ان هذه التأكيدات توزّعت
علىٰ قسمي القرآن المكي والمدني ، وبعبارة اُخرىٰ في المساحة العقائدية والتربوية والتشريعية والمنهجية كذلك ،
ولكنها كانت واضحة متكرّرة أكثر في القسم المكّي ، ممّا يؤكّد أهمية المساحات الأولىٰ ، وممّا ذكر يمكننا بيان جانب من أهمية هذا المفهوم : فالاستقامة :
هي الاستمرار في جهة واحدة ، وألّا يعدل يميناً ولا شمالاً (٣) ، وهي ضد الاعوجاج ، وقوله تعالىٰ : (
فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ )
موجّهة إلىٰ الرسول صلىاللهعليهوآله
وللمؤمنين ، أي كن ثابتاً علىٰ الدين موفياً حقّة طبق ما أمرت _______________________ (١) غرر الحكم / الآمدي
: الحكمة (٣٣٠١). (٢) سورة هود : ١١ / ١١٢. (٣) مجمع البيان ٥ : ٣٠٣.