يرفضه الإسلام كحضارة
ترعىٰ البناء الصالح. ولكن النجوىٰ باعتبارها ممارسة
خيرة إذا ما استخدمت في الاتجاه الآخر ، فإن القرآن الكريم يدعو إليها ما دامت في حقول البّر والتقوىٰ. والقرآن الكريم يقابل بين حقول كلّ من
صنفي النجوىٰ ، فيبيّن لنا ان طريق الخير مفتوح لسالكيه وإلّا انكفأت إرادة الناس عن فعل البّر ووجوه الخير ، فالنجوىٰ يمكن أن توظّف بالطريقة المثلىٰ فيتشاور المؤمنون ويسر
الصالحون بعضهم بعضاً في حقول الخير المختلفة والمشاريع والبرامج التي فيها رضا الله بعيداً
عن خطورة العدوان ونجاسة الآثام ، في وقتٍ يلحّ البعض ويوغل في تكريس الإثم في الذات والمجتمع. ومن جهة اُخرىٰ ، نرىٰ
النهي ينطلق من دائرة الذات ليدخل دائرة الاجتماع الإنساني من الإثم الفردي إلىٰ العدوان علىٰ المجتمع والآخرين ، انطلاقاً
من قداسة الهدف التغييري الذي ينشده القرآن الكريم لبناء مجتمع متطهّر فاضل بعيد عن كلّ انحراف ، ليؤسّس طهر المفاهيم واقعاً معاشاً وسلوكاً تتلألأ
علىٰ جنباته مفاهيم البرّ وبأوسع معانيه وتزيّنه التقوىٰ بأبهىٰ حللها. فعلينا أن ننتهي عن النجوىٰ التي
نهىٰ عنها الله في كتابه العزيز ؛ لأنه تعالىٰ يعلم خفيّات القلوب ، قال تعالىٰ : (
أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ )
(١). وعلينا أن نتبع النجوىٰ التي أمر
الله بها ؛ تؤدي إلىٰ بناء الشخصية المؤمنة وإلىٰ سلوك سُبل النجاة ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «
أفضل النجوىٰ ما كان _______________________ (١) سورة التوبة : ٩
/ ٧٨.