ولاية العنكبوت
( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) (١).
افتتحت سورة العنكبوت آياتها بالحديث عن سنة الافتتان ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ) (٢) ثمّ راحت الآيات تتحدّث عن حياة الأقوام السالفة ، وتكشف عن قوّتهم وضعفهم ، بينما قام المتقون إلىٰ جنب أنبيائهم يدافعون عن الحق ، ويرفضون كلّ ولاية مزيفة إلّا ولاية رب العالمين ، في الطرف الآخر راح الكفر يتمادىٰ في رجاله المخذولين ، فظهرت ولايات عديدة تنتسب لغير الله سبحانه.
وقد عرض القرآن الكريم لقصص الماضين كقوم نوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسىٰ عليهمالسلام ، وكشف هذا العرض القصصي المهيب عن حالات الافتتان التي تعرّض لها الأنبياء عليهمالسلام وأتباعهم المؤمنون ، ففازوا بالصبر عليها ، بينما هوت الطواغيت المتفرعنة وذيولهم من الأتباع الخاسرين إلىٰ قاع الرذيلة.
فالإنسان مع ما حوله في مواجهة مستمرة ؛ فإما إلىٰ قناعة وتبنٍّ ، أو إلىٰ رفض وممانعة ، ولربّما إلىٰ حياد يتشكّل ضمن ظروفه ومناسباته ، فقد تكون للإنسان علاقة ودّ وحبّ مع مفردات هذا الكون وقد يطغىٰ هذا الحبّ
_______________________
(١) سورة العنكبوت : ٢٩ / ٤١.
(٢) سورة العنكبوت : ٢٩ / ٢.