ويتحوّل إلىٰ ولاء كبير ، فيكون فيه مولىٰ خاضعاً لصاحب هذه الولاية ورمزها ويعيش في محرابها ، ويتعبّد من خلالها ، وقد يكره ويبغض فيعايش الرفض أو الحقد بعينه.
ولكن الإسلام وضع لهذا الحبّ وذلك الكره ضوابط ومبيّنات يستدلّ بها لكشف السبيل وتحديد مشاعر الحبّ والكراهية ، وعلى الرغم من ذلك فقد تضعف إرادة الإنسان أمام المال أو الجاه أو الشهوة أو السلطان وأضرابها ، فتتشكّل من حوله دائرة الولاء ويكون أسيرها المغلول والتابع المطيع لحركة هذه الرموز والعناوين الخالية من القوّة الحقيقية.
وهكذا تختلط الأوراق في أذهان الناس فيتصوّرون القوّة والرزق والعطاء عند فاقديها فينتسبون بشكل من الأشكال إلىٰ هذا الضعف الحقيقي الذي لا يملك نفعاً ولاضرّاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ، ولربّما يكون في وثن يعبدونه من دون الله أو طاغوت أو جماعة ظنّاً منهم أن هذه الرموز الضعيفة هي مصدر القوّة والعطاء ، وأنّها قادرة علىٰ الضرّ عنهم ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) (١).
أمّا أولياء الله فيمثلون رموز القوّة واليقين والثقة بالله والافتقار إليه ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « ثلاث خصال من صفة أولياء الله : الثقة بالله في كلّ شيء ، والغنىٰ به عن كلّ شيء ، والافتقار إليه في كلّ شيء » (٢).
_______________________
(١) سورة العنكبوت : ٢٩ / ١٢.
(٢) بحار الأنوار ١٠٣ : ٢٠ / ٢.