وقال الرسول : «المؤمن القويّ خير وأحب إلىٰ الله من المؤمن الضعيف» (١).
ومن ظلم الإنسان لنفسه والأُمة لنفسها أن يقعوا في وهم تزيين الأعمال ( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ ) (٢).
( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) (٣).
فتستبدل لديهم المقاييس وتختلّ المعادلة.
ومطالعة سريعة لمصائر كثير من الأُمم والأقوام والأشخاص ، نجد أنها لم تتخلّص من شراك هذه التصوّرات الهابطة التي أودت بهم وعاشوا الحيرة وضلال الهدف فغابت عنهم حقيقة الأهداف ، فأخذوا يتخبّطون بين ضغط الحالة التي يعيشونها ـ وقد أشرنا إلىٰ ذكر بعضها ـ وبين افتقادهم إلىٰ الوعي الفكري والعقائدي وفقدان الإرادة علىٰ ذلك.
وهذه المصاديق لم تقتصر علىٰ فكر دون آخر ، ولا نمط حياة دون غيره ، بل هي حالة إنسانية عامّة.
ولكن القرآن الكريم لم يترك أتباعه ومريديه دون أن يضع حلاً وأسباباً للمعالجة فاعتبر الحالات الضاغطة المذكورة حالات استثنائية مرفوضة ، وقد نصّ القرآن الكريم علىٰ هذه المعاني ، ومن جهة اُخرىٰ حثّ القرآن الكريم علىٰ خلق الإرادة ومقاومة الهوىٰ ونبذ التزيين وتسويلات الشيطان ودعا إلىٰ
_______________________
(١) صحيح ابن حبان ١٣ : ٣٠.
(٢) سورة محمّد : ٤٧ / ١٤.
(٣) سورة الكهف : ١٨ / ١٠٤.