يتوخّوا الحقّ والصدق ، قال الإمام الصادق عليهالسلام لرجل من أصحابه : « لا تكوننّ إمّعةً ، تقول أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس » (١).
هذه الظاهرة تنذر بالخطر ، وتهدّد كيان الأمة ، وتعمق حالة الجهل والعناد ، وتشتدّ فيها العصبية حتىٰ تتبلور تياراً يضمّ ركائز اجتماعية ومحاور خطيرة ومريدين من أبناء الأمة نفسها ، وبالتالي فهذا اللون من التكفير والمواقف المتشنّجة وسدّ الطرق أمام أيّة محاولة لانبثاق النور وتبديد ظلمات الجهل والتعصّب والنظرة الصنمية لهذه الموروثات ، سيحيل كلّ ما لدينا إلىٰ يباب وعثرات في طريق العمل.
هذه الصنمية المرفوضة قد تتّخذ أشكالاً متعدّدة ، وتتشكّل حول أوهام وتصورات يعزّزها الإنسان ويتوارثها أبناؤه ومريدوه ، فتحاط بهالة من التقديس وتؤخذ علىٰ أنها مسلّمات لا يمكن الاقتراب منها ، ولا يسمح بالحديث عنها ، وهذا لا يتوقّف علىٰ مرحلة زمنية معينة أو مكان معين ، بل يمكن أن يتكرّر ويعود مرّات ومرّات ما دام ثمة انغلاق واعتزاز بموهومات فرزها عقل محدود. ولخطورة هذه الحالة عالجها القرآن وأثارها في مواضع متعدّدة ، وألقىٰ باللوم علىٰ الغافلين والجاهلين والمعاندين ، وأثار في مجتمع القرآن التدبّر والتأمّل والتعقّل في ما يواجهه هذا الإنسان من مواقف ومتبنّيات فكرية ، فنقلها القرآن الكريم ضمن اُسلوبه التربوي في الأُمة إلىٰ مجسّدات يحسّها القاصي والداني والعالم والجاهل.
ثمّ زاد الله في تبكيت أولئك السادرين في غيهم ، فوصفهم بالصمّ والبكم
_______________________
(١) معاني الأخبار : ٢٦٦ / ١.