٢ ـ لا أعتقد أن تهلك هاتان الجنّتان.
٣ ـ لا أعتقد بقيام الساعة.
٤ ـ اني إذا انقلبت ورجعت إلىٰ الله فسأجد أفضل وأحسن منهما.
ومن ذلك تتكشّف أمامنا نفس تتناقض بفعل الغرور وحبّ الدنيا حين تتأسّر النفس بمكرها ، بينما نرىٰ فقير المال حين يعتقد بالله رازقاً ويؤمن بآخرته إيمان العارفين ، فانه ينطق بالقيم الحقّة والمواقف الصادقة ، لا تستميله الأهواء ، ولا يضرب علىٰ طبعه ثراء الآخرين ، فنقل صاحب الجنّتين الظالم لنفسه إلىٰ حديث آخر يحرّك به الفطرة ويبعدها عن أجواء الثروة والرفاه فقال له :
١ ـ أكفرت بخالقك وقد خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ جعلك رجلاً كما أنت عليه الآن ، فما أضعف من يكفر بالقادر عليه !
٢ ـ كان من الأفضل والمستحسن حين تدخل جنّتك أن لا تشعر إلّا بالمشيئة الإلهية ، وان كلّ قوّة مردّها إلىٰ الله سبحانه.
٣ ـ حين تنظر إليّ بأني أقلّ منك مالاً وولداً ، فقد يؤتيني ربّي في الآخرة خيراً مما اتاك في الدنيا ، وقد يرسل الله صاعقة من السماء علىٰ جنّتك فيحيلها أرضاً بيضاء ملساء لا يثبت عليها زرع أو يذهب ماؤها بعيداً فتصبح عديمة الماء.
ثمّ ينقلنا السياق القرآني إلىٰ مفاجأة
تتعرّض لها جنّته ، فيحاط بثمرها فلا ثمر يبقىٰ ، وتصير خالية من كلّ شيء ، وحين ينظر بنفسه إلىٰ هذه
الحالة التي قد مرّت فيها جنّته يأخذ بضرب يديه أسفاً وحسرة علىٰ جهده وإنفاقه فيها ، فتنتفض فطرته وتعود إلىٰ قرارها ، ويتبرّأ ممّاعلق فيه من شرك بالله سبحانه
في وقت انعدم فيه النصير وما يدفع به الأذىٰ عن نفسه فيقول تعالىٰ : (
هُنَالِكَ