العلا انّه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس ، قال : « سألت الامام الصادق عليهالسلام عن اختلاف الحديث يرويه مَنْ نثق به ومنهم مَنْ لا نثق به ؟ قال عليهالسلام : اذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهداً من كتاب الله أو من قول رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وإلاّ فالذي جاءكم به أولى به ». وروى البرقي في المحاسن عن علي بن الحكم مثله (١). والظاهر انّ المراد من قول رسول الله صلىاللهعليهوآله خصوص قوله ولو بالواسطة فلا يشمل قول غيره.
ثامناً : روى في عيون الاخبار عن أبيه ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد جميعاً عن سعد بن عبدالله عن محمد بن عبدالله المسمعي عن أحمد بن الحسن الميثمي انه سأل الامام الرضا عليهالسلام يوماً وقد اجتمع عنده قوم من أصحابه وقد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في الشيء الواحد ، فقال عليهالسلام : « ... لأنّا لا نرخّص فيما لم يرخّص فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا نأمر بخلاف ما أمر به رسول الله صلىاللهعليهوآله إلاّ لعلّة خوف ضرورة ، فأما ان نستحل ما حرّم رسول الله صلىاللهعليهوآله أو نحرّم ما استحلّ رسول الله صلىاللهعليهوآله فلا يكون ذلك أبداً لأنّا تابعون لرسول الله صلىاللهعليهوآله مسلِّمون له كما كان رسول الله صلىاللهعليهوآله تابعاً لأمر ربه مسلِّماً له. وقال الله عزوجل : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » (٢).
تاسعاً : روى محمد بن الحسن بن فرّوخ الصفار القمي ( المتوفى سنة ٢٩٠ ه.ق ) قال : حدّثنا احمد بن محمد عن البرقي عن اسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي المعزا عن سماعة عن أبي الحسن ( الامام الرضا عليهالسلام ) ، قال : « قلت له : كل شيء تقول به في كتاب الله وسنته أو تقولون فيه برأيكم ؟ قال عليهالسلام : بل
__________________
(١) المصدر السابق : باب ٩ من أبواب صفات القاضي ، ح ١١ ، فالامام الصادق عليهالسلام الذي يقول : بأنّ الميزان هو الشاهد من كتاب الله وقول رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فهو لم يرَ لقوله الذي ليس هو قول رسول الله صلىاللهعليهوآله أي ميزة.
(٢) المصدر السابق : ح ٢١ ، عن عيون الاخبار.