وآله انّه قال : أتاني يوماً حبيبي جبرئيل فقال : يا محمد ، إنّ اُمّتك تقتل ابنك حسيناً ، وقاتله لعين هذه الاُمّة ، ولقد لعن النبيّ صلىاللهعليهوآله قاتل حسين مراراً.
فانظر ـ يا بنيّ ـ ، ثمّ انظر أن تتعرّض له بأذى ، فإنّه مزاج ماء رسول الله ، وحقّه والله ـ يا بنيّ ـ عظيم ، وقد رأيتني كيف كنت أحتمله في (١) حياتي ، واضع له رقبتي وهو يجبهني بالكلام القبيح الّذي يوجع قلبي فلا اجيبه ، ولا أقدر له على حيلة ، لأنّه بقيّة أهل الأرض في يومه هذا. (٢)
قلت : لعن الله معاوية ما أشدّ نفاقه ، وأعظم شقاقه؟ فإنّه كان يعرف الحقّ لكن الشقاق وحبّ الدنيا غلب على قلبه ، حتّى كفر بأنعم ربّه ، وارتدّ عن الدين الّذي كان قد تديّن به ظاهراً ، وأبوه من قبله لا باطناً ، وهب إنّه كان في الظاهر والباطن مسلماً وليس كذلك ، أليس قد كفر بحرب أميرالمؤمنينن وقتل جماعة من المهاجرين الأوّلين ، كخزيمة بن ثابت وعمار وغيرهما من أكابر الصحابة والتابعين لهم بإحسان؟ فهو إمّا كافر أصلي أو مرتد عن الاسلام ، فعلى كلا الأمرين لا تقبل توبته لقول رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ ، حربك حربي (٣).
وقوله صلىاللهعليهوآله : محاربوا عليّ كفرة (٤).
وقوله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ ، من آذى شعرة منك فقد آذاني ، ومن
__________________
١ ـ ما بين المعقوفتين أثبتناه من مقتل الخوارزمي.
٢ ـ مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ١/١٧٣ ـ ١٧٦.
٣ ـ انظر : إحقاق الحقّ : ٦/٤٤٠ ـ ٤٤١ ، وج ٧/٢٩٦ ، وج ١٣/٧٠.
٤ ـ انظر في معناه : إحقاق الحقّ : ٤/٢٣٥ و٢٣٨ ـ ٢٣٩ و٢٧٦ و٢٧٧ ، وج ٧/٣٣١ و٣٣٧ وج ١٥/٥٨٠ ، وج ١٧/٢٧٩ ، وج ١٨/٤٧٠.