قال : فسكت الحسين عليهالسلام ، وناداه حيبيب بن مظاهر : إنّي أظنّك تعبد الله على سبعين حرفاً يا فاسق ، وأنا أشهد أنّك ما تدري ما تقول ، وأنّ الله تعالى قد طبع على قلبك.
فقال له الحسين عليهالسلام (١) : حسبك يا أخابني أسد ، فقد قضى القضاء ، وجفّ القلم ، والله بالغ أمره ، وإنّي لأشوق إلى جدّي وأبي واُمّي وأخي وأسلافي من يعقوب إلى يوسف عليهالسلام وأخيه ، وليّ مصرع أنا ملاقيه. (٢)
ثمّ إنّ الحسين عليهالسلام عبّأ أصحابه وكان ذلك اليوم يوم عاشوراً ، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً ، وفي رواية اُخرى : إثنان وثمانون راجلاً ، فجعل على ميمنته زهير بن القين ، وعلى ميسرته حبيب بن مظاهر ، ودفع اللواء إلى أخيه العبّاس ، وثبت الحسين عليهالسلام مع أهل بيته في القلب.
وعبّأ عمر بن سعد أصحابه ، فجعل على ميمنته عمرو بن الحجّاج ، وعلى ميسرته شمر ، وثبت هو في القلب ، وكان جنده (٣) اثنين وعشرين ألفاً.
وفي رواية عن الصادق عليهالسلام : ثلاثين ألفاً لما رواه ابن بابويه رضي الله عنه في أماليه في قول الحسن للحسين عليهماالسلام : يزدلف إليك ثلاثون ألفاً. (٤)
وروي أنّ الحسين عليهالسلام لما أحاط به القوم واُمراؤهم [ وأيقن
____________
١ ـ في المقتل : يا حسين بن عليّ أنا أعبد الله على حرف إن كنت أدري ما تقول.
٢ ـ مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ١/٢٥٢ ـ ٢٥٤.
٣ ـ كذا في المقتل ، وفي الأصل : وكانوا ... على اثنين وعشرين ألفاً.
٤ ـ أمالي الصدوق : ١٠١ ح ٣ ، مناقب ابن شهراشوب : ٤/٨٦ ، مثير الأحزان : ٢٣ ، الملهوف على قتلى الطفوف : ٩٩ ، إثبات الهداة : ٢/٥٥٦ ح ٧ ، البحار : ٤٥/٢١٨ ح ٤٤.