أنّهم ] (١) قاتلوه قام خطيباً في أصحابه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : قد نزل من الأمر ما ترون ، إنّ الدنيا قد أدبرت (٢) وتنكّرت ، وأدبر معروفها ، حتّى لم يبق منها إلاّ صبابة كصبابة الإناء ، أو (٣) خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، أمّا ترون الحقّ لا يعمل به ، والباطل لا يتناهى عنه؟ ليرغب المؤمن في لقاء الله ، وإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة ، والحياة (٤) مع الظّالمين إلّا برماً.
وروي عن زيد بن عليّ ، عن أبيه ـ بحذف الأسانيد ـ ، قال : خطب الحسين عليهالسلام أصحابه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس ، خطّ الموت على بني آدم خط (٥) القلادة على جيد الفتاة ، ما أولعني بالشوق إلى اسلافي ، وإنّ لي مصرعاً أنا لاقيه ، كأنّي أنظر إلى أوصالي تقطعها وحوش الفلوات قد ملأت منّي أكرشها ، رضى الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ليوفينا اُجور الصّابرين ، لن تشذّ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله لحمته (٦) وعترته ، ولن تفارقه أعضاؤه ، وهي مجموعة له في حضيرة القدس تقربّهم (٧) عينه.
وروي أنّه لمّا عبّأ عمر بن سعد أصحابه لمحاربة الحسين عليهالسلام ، ورتّبهم [ في ] (٨) مراتبهم ، وأقام الرايات في مواضعها ، وعبّأ [ الحسين أصحابه
____________
١ و ٨ ـ من المقتل.
٢ ـ في المقتل : تغيّرت.
٣ ـ في المقتل : من.
٤ ـ في المقتل : والعيش.
٥ ـ في المقتل : كمخطّ.
٦ ـ كذا في المقتل ، وفي الأصل : حرمته.
٧ ـ في المقتل : بها.