في ] (١) الميمنة والميسرة ، وأحاطوا بالحسين من كلّ جانب حتّى جعلوه في مثل الحلقة ، فخرج حتّى أتى الناس فاستنصتهم ، فأبوا أن ينصتوا ، حتّى قال لهم : ويلكم ما عليكم ان تنصتوا إليّ ، فتسمعوا قولي ، وإنّما أدعوكم إلى سبيل الرشاد.
ثمّ قال ـ بعد كلام طويل ـ : الّا إنّ الدعيّ بن الدعيّ ، قد ركز بين اثنتين ، بين السلّة (٢) والذلّة ، وهيهات منّا آخذ الدنيّة ، أبى الله [ ذلك ] (٣) ورسوله ، جدود طابت ، وحجور طهرت ، وانُوف حمّية ، ونفوس أبيّه ، ألا وقد أعذرت وأنذرت ، ألا إنّي زاحف بهذه الاُسرة على قلّة العتاد ، وخذلة الأصحاب ، ثمّ أنشأ :
فإن نهزم فهزّامون قدما |
|
وإن نُهزم فغير مهزّمينا |
وما ان طبّنا جبن ولكن |
|
منايانا ودولة آخرينا |
ألا ثمّ لا تلبثون بعدها إلّا كريث ما يركب الفرس ، حتّى تدور بكم [ دور ] (٤) الرحى ، عهد عهده إليَّ أبي [ عن جدّي ] (٥) فاجمعوا أمركم وشركاءكم ، ثمّ كيدوني فلا تنظرون ، اللّهمّ احبس عنهم قطر السماء ، وابعث عليهم سنيناً كسنين يوسف ، وسلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأساً مصبرة ، ولا يدع منهم (٦) أحداً إلّا قتله [ قتله ] (٧) بقتلة ، وضربة بضربة ، ينتقم لي ولأوليائي ولأهل بيتي منهم ، فإنّهم غرونا وخذلونا ، وأنت ربّنا ، عليك توكّلنا ، وإليك أنبنا ، وإليك
__________________
١ و ٤ و ٥ و٧ ـ من المقتل.
٢ ـ كذا في الملهوف ، وفي الأصل : القلّة ، وفي المتقل : القتلة.
٣ ـ من المقتل ، وفي الملهوف : وهيهات منّا الذلّة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، حجور طابت ، وحجور طهرت.
٦ ـ في المقتل : فيهم.