فوا أسفاه إذ لم أكن معهم شهيداً ، وواحزناه إذ لم أكن في زمرتهم عديداً ، أتلقّى عن سيّدي رماح الأعداء كما تلقّوا بقلوبهم وصدورهم ، واُقابل صفاح الأشقياء كما قابلوا بوجوههم ونحورهم ، وأجعل خدّي جُنّة لجَنّتي في حشري ، ووجهي وقاية لمعادي يوم نشري ، ويراني سيّدي لأمره سميعاً مطيعاً ، وبين يديه شهيداً صريعاً ، قد قطّعت في نصره أعضائي ، واُريقت في جنبه دمائي ، مجاهداً عنه بقولي وفعلي ، مجالداً بسيفي ونبلي ، قائلاً:
يا اُمّة كفرت بأنعم ربّها ، واستوجبت سوء العذاب بحربها ، وقطعت رحم رسولها ، وانتهكت حرمة بتولها ، وهدمت بنية إسلامها ، ونكثت بيعة إمامها ، تبّاً لك من اُمّة شرت ضلالها بهداها ، ودنياها باُخراها ، ونكصت على أعقابها ، بلامع سرابها.
ويلكم أتدرون على من جرّدتم سيوفكم ، ورتّبتم صفوفكم؟ هذا سبط خاتم الرسل ، وريحانة موضح السبل ، أشرف من مشى على وجه الغبراء ، وأفضل من تأزّر بالمجد وارتدى ، وأفخر من قامت سيّدة النساء ، وأجمل من كفلته البضعة الزهراء ، حجرها مهده ، وفرعها ولده ، وثديها مشربه ، وكتف والدها مركبه ، عنه سماء صلب نبيّكم انفطرت ، ومنه ينابيع ذرّيّة وليكم تفجّرت ، خادم مهده جبرائيل ، وبشير مولده ميكائيل ، ووليّ عقد نكاح اُمّه الملك الجليل ، وخطيب عرس والده راجيل.
سفهت أحلامكم ، ونكست أعلامكم ، وأحاطت أطواق العار بأعناقكم ، واستوجبت أطباق النّار بنفاقكم ، يا عباد الجبت والطاغوت ، ويا كفّاراً بصاحب العزّة والجبروت ، يا جند الشيطان ، ويا أعداء الرحمان ، أليس