هذا ابن نبيّكم وهاديكم؟ أليس أبوه بنصّ الغدير واليكم؟ نقضتم حبل إسلامكم ، وعكفتم على أصنامكم ، أهذا كان جزءاً من اُرسل إليكم رحمة ، وعليكم نعمة ، أن تقتلوا ذرّيّته ، وتهتكوا اُسرته ، وتذبحوا أطفاله ، وتقتلوا رجاله ، تبّاً لكم يا قتلة أولاد النبيّين ، وبعداً لكم يا خذلة أوصياء المرسلين.
ثمّ أزدلف لقتالهم بقالبي وقلبي ، مشتاقاً بجهدي إلى لقاء ربّي ، طالباً درجة الشهادة بين يدي وليّي وابن وليّي ، راغباً في منازل السعادة بمرافقة رسولي ونبيّي ، اُورد حسامي من نحورهم ، واصدر عاملي من صدورهم ، أتلقّى سيوفهم بسواعدي ومناكبي ، وأردّ سهامهم بوجهي وترائبي ، لا ضارع ولا ناكل ، ولا خاضع ولا متواكل ، بل عزمي أمضى من ذي شفرتين ، وحدّي أقطع من ذي حدّين ، أقذف بعزيز نسبي في جموعهم ، واُبالغ بعروفي عصبي في تقطيعهم ، مبالغاً في النصيحة لوليّ أمري. سمحاً في جهاد أعدائه بالبقيّة من عمري ، متلقّياً من سهام القوم ما يصل إليه ، مقطّعة اوصالي بسيوفهم بين يديه.
فيالها حسرة في قلبي مدّتها لا تنقضي ، وغصّة في نفسي جمرتها لا تنطفي ، إذ لم أرق بقدم الشهادة إلى منازل الأبرار ، ولم اطر بقوادم السعادة إلى مواطن الأخيار ، بل قعد بي جسدي ، وكَلَّ عن ذلك جدّي ، وتأخّر زمن وجودي ، وغابت أنجم سعودي ، قبل بلوغ مجهودي ، ونيل مقصودي.
فها أنذا أنشد من قلب بسهام المصائب مصاب ، وأروي عن فؤاد بضرام النوائب مذاب ، مرتدياً ببردة حزني على ولد البتول ، ومعارضاً برائق نظمي ببرداة أشرف نبيّ ورسول :
الصبر والحزن مقطوع وموصول |
|
والنوم والدمع ممنوع ومبذولُ |