فقال : يا منهال ، تعلّمني أنّ عليّ بن الحسين عليهالسلام دعا بأربع دعوات فأجابه الله على يدي ، ثمّ تأمرني أن آكل! هذا يوم صوم شكراً لله على ما فعلته بتوفيقه ، وحرملة هو الّذي حمل رأس الحسين عليهالسلام إلى يزيد ، وهو الّذي رمى عليّ بن الحسين الرضيع بسهم فذبحه. (١)
الندبة
يا شهيداً شهد الله له بوفاء حقّه ، ويا صدّيقاً اخذ الله ميثاقه على خلقه ، ويا من جاهد في الله حقّ جهاده ، ويا من أخلص الله في إصداره وإيراده ، ويا دليل الخلق على معبودهم ، ويا سبيل الرشد إلى مقصودهم ، ويا من أيده الله بالعصمة الّتي شرّفه بها على بني نوعه ، وجعل أعلام الهدى ومصابيح الدجى من فروعه ، ويا حجّة الله البالغة من الله على عباده ، ويا ربيع اليتامى والأيامى ببره وإرفاده ، ويا صاحب الفرع المرجب الّذي شاع وبان في الآفاق فضله ، واتّصل بحبل القرآن حبله ، وعمّ الخافقين نحله ، وأرمض قلوب القاسطين عدله ، وجعل برد الأمن على الظّالمين محرّماً ، وأجسادهم بصارمه جماداً ، قد أفاض عليها ملابس من فيض الدماء.
حزني عليك جلّ عن وصف الواصفين عظيمه ، وجزعي لديك فات حصر الحاصرين جسيمه ، أذرف المدامع في حضرتك ، واُشنّف المسامع بمراثيك ومدحتك ، إذا تصور فكري مصابك ، وخطر بسرّي ما أصابك ، سئمت
____________
١ ـ أمالي الطوسي : ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ح ١٥ ، عنه البحار : ٤٥/٣٣٢ ح ١ ، وعوالم العلوم : ١٧/٦٦٤ ح ٢. وأورده في حكاية المختار في أخذ الثار برواية أبي مخنف : ٥٨ مرسلاً ، وفي مناقب ابن شهراشوب : ٤/١٣٣ ، ذوب النضار : ١٢٠ ـ ١٢٢ ، كشف الغمة : ٢/١١٢.