الحياة ولذّتها ، وقلوت الدنيا وزهرتها ، فلا ضحكت سنّي إن ضحكت وقد ابتليتم بصروف الردى ، ولا قرّت عيني إن سررت ونساؤكم أسرى يسار بها إلى العدى.
أيقرّ طرفي ورؤوسكم يسار بها إلى الطغاة؟ أم يسكن وجدي وعيالاتكم يساق بها إلى البغاة؟ أم ترقد مقلتي ومنازلكم نافذة لحمالكم (١)؟ أم تبرد غلّتي ومحاريبكم خالية من صلواتكم؟
فها أنذا أستنبط بأكفّ لوعتي ينابيع أدمعي ، وأستخرج بأيدي حسرتي زفراتي من أضلعي ، واُنظم نثراً من سليم طبعي ، واُنثر درّاً ، من قويم صنعي ، ويروي لساني عن جريح جناني ، وبياني عن صحيح إيماني :
مصابكم في بحار الحزن ألقاني |
|
وهَدَّ رُكْني وأجرى دمعي القاني |
وصرت من دهري الجاني حليف جوى |
|
إلى البكاء بدم الأجفان ألجاني |
غريق إنسان عيني بالدموع سوى |
|
جليل رزئكم في الخلق انساني |
مررت بالأُربع اللاتي بكم شرفت |
|
فعادني عيد أشجان فأبكاني |
ناديتها أين من كانوا بحار ندى |
|
ما ان لهم بالسخا والجود من ثان |
____________
١ ـ كذا في الأصل.