ولا لسانى ، وعصبته أنت وأهل الشّام بى (١) ، وألّب عالمكم جاهلكم وقائمكم قاعدكم ، فاتّق اللّه فى نفسك ، ونازع الشّيطان قيادك (٢) ، واصرف إلى الآخرة وجهك فهى طريقنا وطريقك ، واحذر أن يصيبك اللّه منه بعاجل قارعة تمسّ الأصل (٣) ، وتقطع الدّابر ، فإنّى أولى لك باللّه أليّة غير فاجرة (٤) : لئن جمعتنى وإيّاك جوامع الأقدار لا أزال بباحتك «حَتّٰى يَحْكُمَ اَللّٰهُ بَيْنَنٰا وَهُوَ خَيْرُ اَلْحٰاكِمِينَ».
٥٦ ـ ومن وصيّة له عليه السّلام
وصى بها شريح بن هانىء ، لما جعله على مقدمته إلى الشام
اتّق اللّه فى كلّ صباح ومساء ، وخف على نفسك الدّنيا الغرور ، ولا تأمنها
__________________
تعالى «يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ اَلْقِصٰاصُ» و «لَكُمْ فِي اَلْقِصٰاصِ حَيٰاةٌ» وتحويله إلى غير معناه ، حيث أقنع أهل الشام أن هذا النص يخول معاوية الحق فى الطلب بدم عثمان أمير المؤمنين
(١) أى : إنك وأهل الشام عصبتم ـ أى : ربطتم ـ دم عثمان بى ، وألزمتمونى ثأره ، وألب ـ بفتح الهمزة وتشديد اللام ـ أى : حرض. قالوا : يريد بالعالم أبا هريرة رضى اللّه عنه ، وبالقائم عمرو بن العاص
(٢) القياد ـ بالكسر ـ : الزمام ، و «نازعه القياد» إذا لم يسترسل معه
(٣) القارعة : البلية والمصيبة تمس الأصل ـ أى : تصيبه ـ فتقلعه ، والدابر : هو الآخر ، ويقال للأصل أيضا ، أى : لا تبقى لك أصلا ولا فرعا
(٤) «أولى» أى : أحلف باللّه حلفة غير حانثة ، والباحة كالساحة وزنا ومعنى