١٥ ـ وكان عليه السلام يقول
إذا لقى العدو محاربا :
الّلهمّ أفضت [إليك] القلوب (١) ومدّت الأعناق ، وشخصت الأبصار ، ونقلت الأقدام ، وأنضيت الأبدان. الّلهمّ قد صرّح مكتوم الشّنآن (٢) ، وجاشت مراجل الأضغان الّلهمّ إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا ، وكثرة عدوّنا ، وتشتّت أهوائنا «رَبَّنَا اِفْتَحْ بَيْنَنٰا وَبَيْنَ قَوْمِنٰا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ اَلْفٰاتِحِينَ»
١٦ ـ وكان يقول عليه السلام
لأصحابه عند الحرب
لا تشتدّنّ عليكم فرّة بعدها كرّة (٣) ، ولا جولة بعدها حملة ، وأعطوا السّيوف حقوقها ، ووطّئوا للجنوب مصارعها (٤) واذمروا أنفسكم على الطّعن
__________________
(١) أفضت : انتهت ، ووصلت. وأنضيت : أبليت بالهزال والضعف فى طاعتك
(٢) صرح القوم بما كانوا يكتمون من البغضاء ، وجاشت : غلت ، والمراجل : القدور ، واحدها مرجل. والأضغان : جمع ضغن ، وهو الحقد
(٣) لا يشق عليكم الأمر إذا انهزمتم متى عدتم للكرة ، ولا تثقل عليكم الدورة من وجه العدو إذا كانت بعدها حملة وهجوم عليه
(٤) وطئوا : مهدوا للجنوب جميع جنب ، مصارعها : أماكن سقوطها ، واحدها مصرع. أى : إذا ضربتم فأحكموا الضرب ليصيب ، فكأنكم مهدتم للمضروب مصرعه ، واذمروا ـ على وزن اكتبوا ـ أى : حرضوا «٥ ـ ن ـ ج ـ ٣»