أحد منهم عقدا أو عهدا!! فمن الآن فتدارك نفسك وانظر لها ، فإنّك إن فرّطت حتّى ينهد إليك عباد اللّه (١) أرتجت عليك الأمور ، ومنعت أمرا هو منك اليوم مقبول ، والسّلام (٢)
٦٦ ـ ومن كتاب له عليه السّلام
إلى عبد اللّه بن العباس ، وقد تقدم ذكره بخلاف هذه الرواية
أمّا بعد ، فإنّ المرء ليفرح بالشّىء الّذى لم يكن ليفوته (٣) ويحزن على الشّىء الّذى لم يكن ليصيبه ، فلا يكن أفضل ما نلت فى نفسك من دنياك بلوغ لذّة أو شفاء غيظ ، ولكن إطفاء باطل أو إحياء حقّ!! وليكن سرورك بما قدّمت ، وأسفك على ما خلّفت ، وهمّك فيما بعد الموت.
__________________
(١) ينهد : ينهض عباد اللّه لحربك ، وأرتجت : أغلقت ، وتقول : أرتج الباب كرتجه ، أى : أغلقه
(٢) ذلك الأمر هو حقن دمه باظهار الطاعة
(٣) قد يفرح الانسان بنيل مقدور له يفوته ، ويحزن لحرمانه ما قدر له الحرمان منه فلا يصيبه ، فاذا وصل إليك شىء مما كتب لك فى علم اللّه فلا تقرح به إن كان لذة أو شفاء غيظ ، بل عد ذلك فى عداد الحرمان ، وإنما تفرح بما كان إحياء حق وإبطال باطل ، وعليك الأسف والحزن بما خلفت ـ أى : تركت ـ من أعمال الخير ، والفرح بما قدمت منها لآخرتك