كقارب ورد (١) وطالب وجد «وَمٰا عِنْدَ اَللّٰهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرٰارِ» [قال الرضى] أقول : وقد مضى بعض هذا الكلام فيما تقدم من الخطب ، إلا أن فيه ههنا زيادة أوجبت تكريره
٢٤ ـ ومن وصيّة له عليه السّلام
بما يعمل فى أمواله ، كتبها بعد منصرفه من صفين
هذا ما أمر به عبد اللّه علىّ بن أبى طالب [أمير المؤمنين] فى ماله ابتغاء وجه اللّه ، ليولجه به الجنّة (٢) ويعطيه به الأمنة منها : وإنّه يقوم بذلك الحسن بن علىّ : يأكل منه بالمعروف ، وينفق فى المعروف ، فإن حدث بحسن حدث (٣) وحسين حىّ قام بالأمر بعده ، وأصدره مصدره.
__________________
(١) القارب : طالب الماء ليلا ، كما قال الخليل. ولا يقال لطالبه نهارا ، وقيل : القارب : الذى يسير إلى الماء وقد بقى بينه وبينه ليلة واحدة ، والاسم القرب ـ بزنة قفل وجمل ـ والقوم قاربون ، ولا يقال مقربون ، وقال المجد : والقرب : طلب الماء ليلا ، أو ألا يكون بينه وبينه إلا ليلة ، أو إذا كان بينكما يومان : فأول يوم تطلب فيه الماء القرب والثانى الطلق ـ محركا ـ وقد قرب الابل ـ كنصر ـ قرابة ـ بالكسر ـ وأقربتها اه يريد أنه عليه السلام مستعد للموت ، راغب فى لقاء اللّه ، وليس يكره ما يقبل عليه منه.
(٢) يولجه : يدخله ، والأمنة ـ بالتحريك ـ : الأمن
(٣) الحدث ـ بالتحريك ـ : الحادث ، أى : الموت ، وأصدره : أجراه كما كان يجرى على يد الحسن.