وإنّ لهم بنا رحما ماسّة ، وقرابة خاصّة ، نحن مأجورون على صلتها ، ومأزورون على قطيعتها ، فاربع (١) أبا العبّاس ، رحمك اللّه ـ فيما جرى على لسانك ويدك من خير وشرّ ، فإنّا شريكان فى ذلك ، وكن عند صالح ظنّى بك ، ولا يفيلنّ رأيى فيك ، والسّلام
١٩ ـ ومن كتاب له عليه السّلام
إلى بعض عماله
أمّا بعد ، فإنّ دهاقين أهل بلدك شكوا منك غلظة وقسوة (٢) واحتقارا وجفوة ، ونظرت فلم أرهم أهلا لأن يدنوا لشركهم (٣) ولا أن يقصوا ويجفوا لعهدهم ، فالبس لهم جلبابا من اللّين تشوبه بطرف من الشّدّة (٤)
__________________
(١) اربع : ارفق وقف عند حد ما تعرف ، وتقول : اربع عليك ، واربع على نفسك ، واربع على ظلعك ـ كل ذلك من باب منع ـ أى : قف وانتظر ولا تزد على ذلك. يريد عليه السلام أمره بالتثبت فى جميع ما يعتمده فعلا وقولا من خير وشر وألا يعجل به لأنه شريكه فيه ، فانه عامله ونائب عنه. وقوله «كن عند صالح ظنى فيك» معناه كن واقفا عنده كأنك تشاهده فتمنعك مشاهدته من فعل ما لا يجوز ، وفال رأيه : ضعف
(٢) الدهاقين : الأكابر يأمرون من دونهم ولا يأتمرون ، والواحد دهقان ـ بكسر الدال وسكون الهاء ـ وهو معرب.
(٣) لأن يقربوا فانهم مشركون ، ولا لأن يبعدوا فانهم معاهدون
(٤) تشوبه : تخلطه.