مال أحد من النّاس مصلّ ولا معاهد إلاّ أن تجدوا فرسا أو سلاحا يعدى به على أهل الإسلام ، فإنّه لا ينبغى للمسلم أن يدع ذلك فى أيدى أعداء الإسلام فيكون شوكة عليه ، ولا تدّخروا أنفسكم نصيحة (١) ، ولا الجند حسن سيرة ولا الرّعيّة معونة ، ولا دين اللّه قوّة ، وأبلوا فى سبيل اللّه ما استوجب عليكم (٢) فانّ اللّه ، سبحانه ، قد اصطنع عندنا وعندكم أن نشكره بجهدنا (٣) ، وأن ننصره بما بلغت قوّتنا ، ولا قوّة إلاّ باللّه [العلىّ العظيم]
٥٢ ـ ومن كتاب له عليه السّلام
إلى أمراء البلاد فى معنى الصلاة
أمّا بعد ، فصلّوا بالنّاس الظّهر حتّى تفىء الشّمس من مربض العنز (٤) ، وصلّوا بهم العصر والشّمس بيضاء حيّة فى عضو من النّهار حين يسار فيها
__________________
(١) ادخر الشىء : استبقاه لا يبذل منه لوقت الحاجة ، وضمن «ادخر» ههنا معنى «منع» فعداه بنفسه لمفعولين ، أى : لا تمنعوا أنفسكم شيئا من النصيحة بدعوى تأخيره لوقت الحاجة. بل حاسبوا أنفسكم على أعمالها كل وقت. ومثل هذا يقال فى المعطوفات
(٢) «وأبلوا» أى : أدوا ، يقال : أبليته عذرا ، أى : أديته إليه
(٣) يقال : اصطنعت عنده ، أى : طلبت منه أى يصنع لى شيئا. فاللّه سبحانه طلب منا أن نصنع له الشكر بطاعتنا له ورعاية حقوق عباده ، وفاء بحق ماله علينا من النعمة.
(٤) «تفىء» أى : تصل فى ميلها جهة الغرب إلى أن يكون لها فىء ـ أى : ظل ـ من حائط المربض على قدر طوله ، وذلك حيث يكون ظل كل شىء مثله.