٢ ـ ومن كتاب له عليه السّلام
إليهم ، بعد فتح البصرة
وجزاكم اللّه من أهل مصر (١) عن أهل بيت نبيّكم أحسن ما يجزى العاملين (٢) بطاعته ، والشّاكرين لنعمته ، فقد سمعتم وأطعتم ، ودعيتم فأجبتم.
٣ ـ ومن كتاب له عليه السّلام
[كتبه] لشريح بن الحارث (٣) قاضيه
روى أن شريح بن الحارث قاضى أمير المؤمنين عليه السلام اشترى على عهده دارا بثمانين دينارا فبلغه ذلك ، فاستدعاه وقال له : بلغنى انك ابتعت دارا بثمانين دينارا وكتبت [لها] كتابا وأشهدت [فيه] شهودا ، فقال [له] شريح : قد كان ذلك يا أمير المؤمنين ، قال : فنظر إليه نظر مغضب ثم قال له :
__________________
(١) قال ابن الحديد : موضع قوله «من أهل مصر» نصب على التمييز ، ويجوز أن يكون حالا ، فان قلت : كيف يكون تمييزا وتقديره : وجزاكم اللّه متمدنين أحسن ما يجزى المطيع ، والتمييز لا يكون إلا جامدا؟ قلت : إنهم أجازوا كون التمييز مشتقا فى قولهم يا جارتا ما أنت جارة وقولهم يا سيدا ما أنت من سيد اه
(٢) قال ابن أبى الحديد : و «ما» يجوز أن تكون مصدرية ، أى : أحسن جزاء العاملين ، ويجوز أن تكون بمعنى الذى ويكون قد حذف العائد إلى الموصول ، وتقديره : أحسن الذى يجزى به العاملين اه قلت : وتقديره غير صحيح ، فان العائد المجرور بالحرف لا يحذف إلا أن يكون الموصول قد جر به ، والصواب فى تقديره : جزاكم اللّه أحسن ما يجزيه
(٣) هو شريح بن الحارث المنتجع بن معاوية بن جهم بن ثور ، الكندى ، وقيل : إنه حليف لكندة من بنى الرائش ، وقال ابن الكلبى : ليس اسم ابيه الحارث ، وإنما هو شريح بن معاوية بن ثور ، وقال قوم : هو شريح بن هانئ ، وقال قوم : هو شريح