٢٩ ـ وقال عليه السلام : الحذر الحذر! فو اللّه لقد ستر حتّى كأنّه قد غفر (١)
٣٠ ـ وسئل عن الإيمان ، فقال : الإيمان على أربع دعائم : على الصّبر ، واليقين ، والعدل ، والجهاد. والصّبر منها على أربع شعب : على الشّوق والشّفق (٢) ، والزّهد ، والتّرقّب : فمن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشّهوات ، ومن أشفق من النّار اجتنب المحرّمات ، ومن زهد فى الدّنيا استهان بالمصيبات ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات. واليقين منها على أربع شعب : على تبصرة الفطنة ، وتأوّل الحكمة (٣) ، وموعظة العبرة ، وسنّة الأوّلين : فمن تبصّر فى الفطنة تبيّنت له الحكمة ، ومن تبيّنت له الحكمة عرف العبرة ، ومن عرف العبرة فكأنّما كان فى الأوّلين. والعدل منها على أربع شعب : على غائص الفهم ، وغور العلم ، وزهرة الحكم (٤) ورساخة الحلم : فمن فهم علم غور العلم ، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم (٥) ، ومن حلم لم يفرّط
__________________
(١) الضمير للّه ، ستر مخازى عباده حتى ظن أنه غفرها لهم ويوشك أن يأخذهم بمكره
(٢) الشفق ـ بالتحريك ـ : الخوف
(٣) تأول الحكمة : الوصول إلى دقائقها ، والعبرة : الاعتبار والاتعاظ بأحوال الأولين ، وما رزئوا به عند الغفلة ، وما حظوا به عند الانتباه
(٤) غور العلم : سره وباطنه ، وزهرة الحكم ـ بضم الزاى ـ أى : حسنه
(٥) الشرائع : جمع شريعة ، وهى الظاهر المستقيم من المذاهب ، ومورد الشاربة ،