٧٥ ـ ومن كتاب له عليه السّلام
إلى معاوية فى أول ما بويع له
ذكره الواقدى فى كتاب الجمل
من عبد اللّه علىّ أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبى سفيان : ـ أمّا بعد ، فقد علمت إعذارى فيكم وإعراضى عنكم (١) ، حتّى كان ما لا بدّ منه ولا دفع له ، والحديث طويل ، والكلام كثير ، وقد أدبر ما أدبر ، وأقبل ما أقبل ، فبايع من قبلك (٢) وأقبل إلىّ فى وفد من أصحابك
٧٦ ـ ومن وصيّة له عليه السّلام
لعبد اللّه بن العباس ، عند استخلافه إياه على البصرة
سع النّاس بوجهك ومجلسك وحكمك ، وإيّاك والغضب فإنّه طيرة من الشّيطان (٣) ، واعلم أنّ ما قرّبك من اللّه يباعدك من النّار ، وما باعدك من اللّه يقرّبك من النّار.
__________________
(١) «إعذارى» أى : إقامتى على العذر فى أمر عثمان صاحبكم ، وإعراضى عنه بعدم التعرض له بسوء حتى كان قتله
(٢) ذهب ما ذهب من أمر عثمان ، وأقبل علينا من أمر الخلافة ما استقبلناه ، فبايع الذين قبلك ، أى : عندك ، والوفد ـ بفتح فسكون ـ : الجماعة الوافدون ، أى : القادمون.
(٣) الطيرة ـ كعنبة وفجلة ـ : الفأل الشؤم ، والغضب يتفاءل به الشيطان فى نيل مأربه من الغضبان