إليك من ذلك أفضل من الّذى يصل بك ، والسّلام.
٦٠ ـ ومن كتاب له عليه السّلام
إلى العمال الذين يطأ الجيش عملهم (١)
من عبد اللّه علىّ أمير المؤمنين إلى من مرّ به الجيش من جباة الخراج وعمّال البلاد.
أمّا بعد ، فإنّى قد سيّرت جنودا هى مارّة بكم إن شاء اللّه ، وقد أوصيتهم بما يجب للّه عليهم من كفّ الأذى وصرف الشّذى (٢) ، وأنا أبرأ إليكم وإلى ذمّتكم من معرّة الجيش (٣) إلاّ من جوعة المضطرّ لا يجد عنها مذهبا إلى شبعه فنكّلوا من تناول منهم شيئا ظلما عن ظلمهم (٤) ، وكفّوا أيدى سفهائكم عن مضارّتهم والتّعرّض لهم فيما استثنيناه منهم (٥) وأنا بين أظهر الجيش (٦)
__________________
(١) أى : يمر بأراضيهم
(٢) الشذى : الشر
(٣) معرة الجيش : أذاه ، والامام يتبرأ منها لأنها من غير رضاه. وجوعة ـ بفتح الجيم ـ : الواحدة من مصدر جاع ، يستثنى حالة الجوع المهلك ، فان للجيش فيها حقا أن يتناول سد رمقه
(٤) «نكلوا» أى : أوقعوا النكال والعقاب بمن تناول شيئا من أموال الناس غير مضطر ، وافعلوا ذلك جزاء بظلم عن ظلمهم ، وتسمية الجزاء ظلما نوع من المشاكلة.
(٥) الذى استثناه هو حالة الاضطرار
(٦) أى : إننى موجود فيه ، فما عجزتم عن دفعه فردوه إلى اكفكم ضره وشره