يفعل فى الأبدان كفعله فى الأشجار : أوّله يحرق ، وآخره يورق (١).
١٢٩ ـ وقال عليه السلام : عظم الخالق عندك يصغّر المخلوق فى عينك.
١٣٠ ـ وقال عليه السلام وقد رجع من صفين فاشرف على القبور بظاهر الكوفة : يا أهل الدّيار الموحشة (٢) والمحالّ المقفرة ، والقبور المظلمة ، يا أهل التّربة ، يا أهل الغربة [يا أهل الوحدة] يا أهل الوحشة ، أنتم لنا فرط سابق (٣) ونحن لكم تبع لاحق ، أمّا الدّور فقد سكنت (٤) ، وأمّا الأزواج فقد نكحت ، وأمّا الأموال فقد قسمت. هذا خير ما عندنا فما خبر ما عندكم؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال : أما لو أذن لهم فى الكلام لأخبروكم أنّ خير الزّاد التّقوى
١٣١ ـ وقال عليه السلام ، وقد سمع رجلا يذم الدنيا : أيّها الذّامّ للدّنيا
__________________
(١) ولأنّه فى أوله يأتى على عهد من الأبدان بالحر فيؤذيها. أما فى آخره فيمسها بعد تعودها عليه ، وهو إذ ذاك أخف.
(٢) الموحشة : الموجبة للوحشة ضد الأنس ، والمحال : جمع محل ، أى : الأركان المقفرة ، من «أقفر المكان» إذا لم يكن به ساكن ولا نابت
(٣) الفرط ـ بالتحريك ـ : المتقدم إلى الماء للواحد والجمع ، والكلام هنا على الاطلاق ، أى : المتقدمون ، والتبع ـ بالتحريك أيضا ـ : التابع
(٤) أى : إن دياركم سكنها غيركم ، ونساءكم تزوجت ، وأموالكم قسمت ، فهذه أخبارنا إليكم.