٣٣٠ ـ وقال عليه السلام : أقلّ ما يلزمكم للّه أن لا تستعينوا بنعمه على معاصيه
٣٣١ ـ وقال عليه السلام : إنّ اللّه سبحانه جعل الطّاعة غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة (١)
٣٣٢ ـ وقال عليه السلام : السّلطان وزعة اللّه فى أرضه (٢).
٣٣٣ ـ وقال عليه السلام فى صفة المؤمن : المؤمن بشره فى وجهه (٣) وحزنه فى قلبه ، أوسع شىء صدرا ، وأذلّ شىء نفسا (٤) ، يكره الرّفعة ، ويشنأ السّمعة ، طويل غمّه ، بعيد همّه ، كثير صمته ، مشغول وقته ، شكور صبور ، مغمور بفكرته (٥) ، ضنين بخلّته (٦) ، سهل الخليقة ، ليّن العريكة!
__________________
(١) العجزة : جمع عاجز ، وهم المقصرون فى أعمالهم لغلبة شهواتهم على عقولهم ، والأكياس : جمع كيس ، وهم العقلاء ، فاذا منع الضعيف إحسانه على فقير مثلا كان ذلك غنيمة للعاقل فى الاحسان إليه ، وعلى ذلك بقية الأعمال الخيرية
(٢) الوزعة ـ بالتحريك ـ : جمع وازع ، وهو الحاكم يمنع من مخالفة الشريعة ، والاخبار بالجمع لأن أل فى السلطان للجنس
(٣) البشر ـ بالكسر ـ : البشاشة والطلاقة ، أى : لا يظهر عليه إلا السرور وإن كان فى قلبه حزينا ، كناية عن الصبر والتحمل
(٤) ذل نفسه لعظمة ربه وللمتضعين من خلقه ، وللحق إذا جرى عليه ، وكراهته للرفعة : بغضه للتكبر على الضعفاء ، ولا يحب أن يسمع أحد بما يعمل للّه فهو يشنأ ـ أى : يبغض ـ السمعة ، وطول غمه خوفا مما بعد الموت ، وبعد همه لأنه لا يطلب إلا معالى الأمور
(٥) «مغمور» أى : غريق فى فكرته لأداء الواجب عليه لنفسه وملته
(٦) الخلة ـ بالفتح ـ الحاجة. أى : بخيل باظهار فقره للناس ، والخليقة :