فرسخان (١) وصلّوا بهم المغرب حين يفطر الصّائم ويدفع الحاجّ [إلى منى] (٢) وصلّوا بهم العشاء حين يتوارى الشّفق إلى ثلث اللّيل ، وصلّوا بهم الغداة والرّجل يعرف وجه صاحبه ، وصلّوا بهم صلاة أضعفهم ولا تكونوا فتّانين (٣)
٥٣ ـ ومن كتاب له عليه السّلام
كتبه للأشتر النخعى ، لما ولاه على مصر واعمالها
حين اضطرب [أمر] محمد بن أبى بكر ، وهو أطول عهد
بسم اللّه الرحمن الرحيم
هذا ما أمر به عبد اللّه علىّ أمير المؤمنين مالك بن الحارث الأشتر فى عهده إليه ، حين ولاّه مصر : جباية خراجها ، وجهاد عدوّها ، واستصلاح أهلها ، وعمارة بلادها
أمره بتقوى اللّه ، وإيثار طاعته ، واتّباع ما أمر به فى كتابه : من فرائضه ، وسننه ، الّتى لا يسعد أحد إلاّ باتّباعها ، ولا يشقى إلاّ مع جحودها وإضاعتها ،
__________________
(١) أى : لا تزالوا تصلون بهم العصر من نهاية وقت الظهر ما دامت الشمس بيضاء حية لم تصفر ، وذلك فى جزء من النهار يسع السير فرسخين. والضمير فى «فيها» للعضو باعتبار كونه مدة
(٢) «يدفع الحاج» أى : يفيض من عرفات
(٣) أى : لا يكون الامام موجبا لفتنة المأمومين ونفرتهم من الصلاة بالتطويل