إلى الشّقاق والعصيان (١) فانهد بمن أطاعك إلى من عصاك ، واستغن بمن انقاد معك عمّن تقاعس عنك ، فإنّ المتكاره (٢) مغيبه خير من مشهده ، وقعوده أغنى من نهوضه.
٥ ـ ومن كتاب له عليه السّلام
إلى الأشعث بن قيس ، وهو عامل أذربيجان
وإنّ عملك ليس لك بطعمة (٣) ولكنّه فى عنقك أمانة [و] أنت مسترعى لمن فوقك. ليس لك أن تفتات فى رعية (٤) ولا تخاطر إلاّ بوثيقة ، وفى يديك مال من مال اللّه عزّ وجلّ ، وأنت من خزّانه حتّى تسلّمه إلىّ ، ولعلّى أن لا أكون شرّ ولاتك [لك] ، والسّلام (٥).
__________________
(١) توافى القوم : وافى بعضهم بعضا حتى تم اجتماعهم ، أى : وإن اجتمعت أهواوهم إلى الشقاق ، «فانهد» أى : انهض
(٢) المتكاره : المتثاقل بكراهة الحرب ، وجوده فى الجيش يضر أكثر مما ينفع
(٣) «عملك» أى : ما وليت لتعمله فى شؤون الأمة. ومسترعى : يرعاك من فوقك ، وهو الخليفة
(٤) «تفتات» أى : تستبد ، وهو افتعال من الفوت ، كأنه يفوت آمره فيسبقه إلى الفعل قبل أن يأمره ، والخزان ـ بضم فتشديد ـ : جمع خازن
(٥) الولاة : جمع وال ، من «ولى عليه» إذا تسلط ، يرجو أن لا يكون شر المتسلطين عليه ، ولا بحق الرجاء إلا إذا استقام