يا شريح ، أما إنّه سيأتيك من لا ينظر فى كتابك ، ولا يسألك عن بيّنتك ، حتّى يخرجك منها شاخصا (١) ويسلمك إلى قبرك خالصا ، فانظر يا شريح لا تكون ابثعت هذه الدّار من غير مالك ، أو نقدت الثّمن من غير حلالك! فإذا أنت قد خسرت دار الدّنيا ودار الآخرة! أما إنّك لو كنت أتيتنى عند شرائك ما اشتريت لكتبت لك كتابا على هذه النّسخة ، فلم ترغب فى شراء هذه الدّار بدرهم فما فوق ، والنّسخة [هذه] : هذا ما اشترى عبد ذليل ، من عبد قد أزعج للرّحيل ، اشترى منه دارا من دار الغرور من جانب الفانين ، وخطّة الهالكين (٢) ، وتجمع هذه الدّار حدود أربعة : الحدّ الأوّل : ينتهى إلى دواعى الآفات ، و [الحدّ] الثّانى ينتهى إلى دواعى المصيبات ، والحدّ الثّالث ينتهى إلى الهوى المردى ، والحدّ الرّابع ينتهى إلى الشّيطان المغوى ، وفيه يشرع باب هذه الدّار!! (٣)
__________________
ابن شراحيل ، والصحيح ما قدمناه أولا : استعمله عمر بن الخطاب على القضاء بالكوفة فلم يزل قاضيا ستين سنة لم يتعطل فيها إلا ثلاث سنين فى فتنة ابن الزبير امتنع فيها من القضاء ، ثم استعفى الحجاج من العمل فأعفاه ، ولزم داره إلى أن مات
(١) ذاهبا مبعدا. وتقول «شخص من بلد إلى بلد» إذا ذهب ، وبابه خضع ، وأشخصه غيره؟؟؟
(٢) خطة ـ بكسر الخاء ـ هى فى الأصل الأرض التى يختطها الانسان لنفسه ، أى : يعلم عليها علامة بالخط ليعمرها
(٣) «يشرع» أى : يفتح فى الحد الرابع