نشدت غير ضالّتك (١) ورعيت غير سائمتك ، وطلبت أمرا لست من أهله ولا فى معدنه ، فما أبعد قولك من فعلك!! وقريب ما أشبهت (٢) من أعمام وأخوال حملتهم الشّقاوة وتمنّى الباطل على الجحود بمحمّد ، صلّى اللّه عليه وآله وسلم ، فصرعوا مصارعهم حيث [علمت] لم يدفعوا عظيما ، ولم يمنعوا حريما بوقع سيوف ما خلا منها الوغى (٣) ، ولم تماشها الهوينا.
وقد أكثرت فى قتلة عثمان فادخل فيما دخل فيه النّاس (٤) ، ثمّ حاكم القوم إلىّ أحملك وإيّاهم على كتاب اللّه تعالى ، وأمّا تلك الّتى تريد (٥) فإنّها خدعة الصّبىّ عن اللّبن [فى أوّل الفصال ، والسّلام لأهله]
__________________
(١) الضالة : ما فقدته من مال ونحوه ، ونشد الضالة : طلبها ليردها ، مثل يضرب لطالب غير حقه ، والسائمة : الماشية من الحيوان
(٢) «ما» وما بعدها فى معنى المصدر ، أى : شبهك قريب من أعمامك وأخوالك وصرعوا مصارعهم : سقطوا قتلى فى مطارحهم حيث تعلم ، أى : فى بدر وحنين وغيرهما من المواطن
(٣) الوغى : الحرب ، أى : لم تزل تلك السيوف تلمع فى الحروف ما خلت منها ولم تصحبها الهوينا ، أى : لم ترافقها المساهلة
(٤) وهو البيعة
(٥) من إبقائك واليا فى الشام ، وتسليمك قتلة عثمان ، والخدعة ـ مثلثة الخاء ـ ما تصرف به الصبى عن اللبن وطلبه أول فطامه ، وما تصرف به عدوك عن قصدك به فى الحروب ونحوها