باسمه ، فمنعت من ذلك
إشفاقاً وحيطةً على الإسلام ... (١).
ومن سخرية الأقدار أن يكون ابن الخطاب أشفق
من النبيّ صلىاللهعليهوآله وأكثر حيطة منه
على الإسلام !!
٥ ـ إن المنقول عن عائشة في إنكار الوصية
لعلي عليهالسلام لا يمكن الوثوق
به ، لما ثبت من أنها حاربت علياً عليهالسلام
لما بويع بالخلافة ، وشهرت في وجهه السيف بالبصرة ، فكيف إذن تذكر ما يثبت خلافته وهي
أشدّ الأُمّة تأليباً عليه.
قال ابن عباس : إن عائشة لا تطيب له نفساً
بخير (٢).
وفي الخبر المشهور : أنه لما جاءها نعي أمير
المؤمنين عليهالسلام استبشرت وتمثّلت
بقول الشاعر :
فإن يكُ نائياً فلقد نعاه
غلام ليس في فيه الترابُ
فقالت لها زينب بنت اُمّ سلمة : ألعليّ تقولين
هذا ؟ فقالت : إن أنسى !! فإذا نسيت فذكّروني ، ثم خرّت ساجدة شكراً على ما بلغها من
قتله عليهالسلام ورفعت رأسها
وهي تقول :
فألقت عصاها استقر بها النوى
كما قرّ عيناً بالإياب المسافرُ (٣)
هذا فضلاً عن ثبوت تلوّنها وتقلّبها فمرّة
تقول : اقتلوا نعثلاً فقد كفر ، ومرّة تصيح يا لثارات عثمان ! ، ولعلّ هذا ونظائره
من سيرتها هو الذي حمل زياد بن
__________________
(١) شرح ابن أبي الحديد ١٢ : ٢٠ ـ ٢١.
(٢) الطبقات / ابن سعد
٢ : ٢٣٢.
(٣) الجمل / المفيد :
١٥٩ ، الشافي ٤ : ٣٥٥ ـ مؤسسة الصادق ـ طهران ، تلخيص الشافي ٤ : ١٥٧ ، وراجع : تاريخ
الطبري ٥ : ١٥٠ ، مقاتل الطالبيين : ٢٦ ـ النجف ـ ١٣٨٥ ه ، الطبقات الكبري ٣ : ٤٠
، تذكرة الخواص : ١٦٥.