وكان هذا اللقب يطلق على أمير المؤمنين علي
عليهالسلام إطلاق الأسماء
علىٰ مسمياتها ، وقد أكثر الشعراء من ذكره منذ صدر الإسلام وإلى اليوم.
قال المبرّد عند قول الكميت بن زيد الأسدي
:
والوصيّ الذي أمال التَّجُو
بيّ (٢) به عرشَ اُمَّةٍ لانهدامِ
قال : قوله الوصي ، فهذا شيء كانوا يقولونه
ويكثرون فيه ، ثمّ استشهد على ذلك بعدّة أبيات ، منها أبيات كُثيّر المتقدمة ، وقول
عبيداللّه بن قيس الرُّقيّات في أبيات جاء فيها :
وعليّ وجعفرٌ ذوالجناحي
نِ هُناكَ الوصيّ والشهداءُ
وقول
أبي الأسود الدؤلي :
أُحبُّ محمداً حبّاً شديداً
وعباساً وحمزةَ والوصيّا (٣)
وتوسّع الأستاذ محمد محمود الرافعي في شرح
بيت الكميت المتقدم ( والوصي الذي أمال التجوبي .. ) حيث قال : والوصي هنا : الذي يوصى
له ، ويقال للذي يوصي أيضاً ، وهو من الأضداد ، والمراد به علي كرم الله وجهه ، سمّي
وصياً لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
وصّى له ، فمن ذلك ما روي عن أبي بريده ، عن أبيه مرفوعاً أنه قال : « لكلّ نبي وصيّ
، وإنّ علياً وصيي
ووارثي ».
ثمّ أورد الأبيات التي استشهد بها المبرّد
في هذا المقام.
__________________
(١) شرح هاشميات الكميت : ٣٣ ـ عالم الكتب ـ بيروت ـ ١٤٠٦ ه.
(٢) التَّجُوبي : يريد
به عبد الرحمن ابن ملجم لعنه الله ، وهو قاتل أمير المؤمنين عليهالسلام. وتجوب : بطن من حمير ، وعدادهم في مراد.