قال : قوله صلىاللهعليهوآله : « أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وقاضي ديني »
والاستدلال به من وجهين :
الأول
: « أنت وصيي » وهذا لا ينكره أحد ، فأما
أن يريد بذلك التصرّف في كل ما كان للنبي صلىاللهعليهوآله
أن يتصرّف فيه ، أو بعضه. والثاني باطل لاطلاق اللفظ وعدم تقييده وعدم قرينة دالة على
التقييد. فلو اُريد لكان تلبيساً ، وهو غير جائز منه صلىاللهعليهوآله
، فتعين الأول ، وهوالمطلوب ؛ لأنا لا نريد بالإمامة إلاّ ذلك.
والثاني
: قوله « قاضي ديني » علىٰ رواية كسر
الدال ، وهو صريح في خلافته عليهالسلام(١).
وفي الأحاديث الستة المتقدمة إضاءات كثيرة
تدلنا علىٰ بيان متعلق وصية النبي صلىاللهعليهوآله
إلى أمير المؤمنين عليهالسلام
يمكن تلخيصها بالنقاط التالية :
١ ـ في الحديث الأول دلالة على أصالة مفهوم
الوصية وامتداده التاريخي إلى أول البعثة النبوية المباركة ، حينما دعا النبي صلىاللهعليهوآله عشيرته الأقربين يوم الأنذار ، مما يعبّر
عن أهمية هذا المفهوم وخطورته وعمقه في مسيرة الرسالة ، ويؤكد ممارسة النبي صلىاللهعليهوآله للاعداد الرسالي لشخص الوصي كي يهيئه لزعامة
الأمة من بعده بأمر من الله ، لما تقدّم من أن الإمامة منصب إلهي ، ويدحض
__________________
(١) اللوامع الإلهية
/ الفاضل المقداد : ٢٨١ ، ونحو ذلك قال العلاّمة في كشف المراد : ٣٩٦ ( منشورات شكوري
ـ قم ) في رواية كسر الدال ، وقال الشيخ الطوسي في تلخيص الشافي ( ٢ : ١٦٦ ـ دار الكتب
الإسلامية ـ قم ) : وفي بعض الروايات « وقاضي ديني » بكسر الدال ، وهذه الرواية صريحة
بالإمامة ؛ لأن القاضي بمعنى الحاكم ، وإذا كان حاكماً في جميع الدين ، فهو الإمام.