اليوم ، كما تعكس مدى
اهتمام النبي صلىاللهعليهوآله
وحرصه علىٰ تبليغ هذا الأمر الخطير الذي يتعلّق بمستقبل الرسالة وديمومتها ،
وفيما يلي نذكر بعضها :
١ ـ عن عطاء ، قال : سألت جابر بن عبد الله
، ما كانت منزلة علي بن أبي طالب رضياللهعنه
فيكم ؟ قال : منزلة الوصي ... (١).
٢ ـ وكتب محمّد بن أبي بكر إلىٰ معاوية
بن أبي سفيان في جواب رسالة له : فكيف ـ يا لك الويل ـ تعدل نفسك بعليّ ، وهو وارث
رسول الله صلىاللهعليهوآله ووصيه ، وأبو
ولده ، أول الناس له اتّباعاً ، وأقربهم به عهداً ، يخبره بسرّه ، ويطلعه على أمره
، وأنت عدّوه وابن عدوّه ... (٢).
٣ ـ وكان أبو ذرّ رضياللهعنه يقعد في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله أيام عثمان ويخطب الناس ، وكان من جملة
قوله : (إِنَّ اللهَ
اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى
الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً
بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٣) محمّد صلىاللهعليهوآله
الصفوة من نوح ، فالأول من إبراهيم ، والسلالة من إسماعيل ، والعترة الهادية من محمّد
صلىاللهعليهوآله ... هم فينا
كالسماء المرفوعة ، وكالكعبة المستورة ، أو كالقلبة المنصوبة ، أو كالشمس الضاحية ،
أو كالقمر الساري ، أو كالنجوم الهادية ، أو كالشجر الزيتونة أضاء زيتها ، وبورك زبدها
، ومحمّد صلىاللهعليهوآله وارث علم آدم
وما فُضّل به النبيون ، وعلي بن أبي طالب وصيّ محمّد صلىاللهعليهوآله
، ووارث
__________________
(١) تاريخ واسط / الرزاز
/ ١٥٤ ـ عالم الكتب ـ بيروت ـ ١٤٠٦ ه.
(٢) مروج الذهب / المسعودي
٣ : ١٢ ـ دار الهجرة ـ قم ـ ط ٢ ـ ١٤٠٤ ه ، وقعة صفين / نصر بن مزاحم : ١١٩ ـ المؤسسة
العربية الحديثة ـ مصر ، شرح ابن أبي الحديد ٣ : ١٨٩.