وإنما جعل الله سبحانه هذه المَلَكَة في
الأوصياء مثلما جعلها في الأنبياء ، لأنه جعل مقامهم في الأُمّة مقام الأنبياء في وجوب
الاقتداء بأفعالهم وأقوالهم ، وبما أن الحكيم لا يجوز منه أن يوجب علىٰ عباده
الاقتداء بما هو قبيح أو غير مأمون منه فعل القبيح ، فلا بدّ أن يكون الوصي معصوماً
كالنبي من جميع القبائح ، منزّهاً من الخطايا والآثام ، مسدّداً من الله ، مصوناً من
هفوات الآراء وخطرات الأهواء ، ولذلك نفىٰ تعالىٰ أن ينال هذا العهد من
كان ظالماً ، قال تعالىٰ : (لا يَنَالُ
عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(١)
ومن مصاديق الظلم عبادة الأصنام ، قال تعالى : (إِنَّ
الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(٢).
قال الإمام الصادق عليهالسلام في الآية الاُولىٰ : « أبطلت هذه الآية إمامة
كلّ ظالم إلىٰ يوم القيامة ، فصارت في الصفوة »(٣).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « لمّا علم إبراهيم عليهالسلام
أن عهد الله ـ تبارك وتعالى اسمه ـ بالإمامة لا ينال عَبَدة الأصنام قال : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ
الأَصْنَامَ)
»(٤).
وعن عبد الله بن مسعود في حديث عن رسول الله
صلىاللهعليهوآله قال : « أنا دعوة أبي إبراهيم
، وكان من دعاء إبراهيم عليهالسلام(وَاجْنُبْنِي
وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ
__________________
الترمذي ٥ : ٣٥١ / ٣٢٠٥
و ٥ : ٦٦٣ / ٣٧٨٧ وغيرها كثير.
(١) سورة البقرة : ٢
/ ١٢٤.
(٢) سورة لقمان : ٣١
/ ١٣.
(٣) عيون أخبار الرضا
عليهالسلام ١ : ٢١٦ / ١.
(٤) الاحتجاج / الطبرسي
: ٢٥١ ـ منشورات المرتضى ، مشهد ، والآية من سورة إبراهيم : ١٤ / ٣٥.